تُعتبر الغدة الدرقيّة (بالإنجليزيّة: The Thyroid Gland) من أهم غدد جسم الإنسان التي تسيطر على وظائف جميع أعضاء الجسم. كما تُعدّ من أكبر الغدد الصماء في جسم الإنسان، حيث تفرز هرمونين: الهرمون الأول يسمى هرمون الثيروكسين (بالإنجليزيّة: Thyroxine) الذي يحتوي على أربع ذرات من اليود، لذا يُسمى (T4)، والهرمون الثاني يسمّى ثلاثي يودو ثيرونين (بالإنجليزيّة: Triiodothyronine) الذي يحتوي على ثلاث ذرات من اليود فيُسمّى (T3)، وهذان الهرمونان ضروريّان للمحافظة على توازن وعمل كل خليّة من خلايا الجسم بشكل جيّد، حيث تفرزهما الغدة الدرقيّة مباشرة إلى مجرى الدم وليس عن طرق قنوات خاصة، حالها حال جميع الغدد الصماء.[١]
موقع الغدة الدرقيةتقع الغدة الدرقيّة في الجزء الأماميّ السفلي من الرقبة أسفل الحنجرة، وتأخذ شكل الفراشة عندما تفرد جناحيها، ويصل وزنها لدى الإنسان البالغ بين 10 إلى 20 غم، أمّا لونها فهو بنيّ قاتم يميل إلى الاحمرار قليلاً. وتتكون الغدة الدرقيّة من جزأين؛ جزءٌ أيمن وآخر أيسر، تفصل بينهما طبقة رقيقة من غشاء البرزخ (Isthmus Tissue)، كما تحتوي على عدة بُصيلات تضم الخلايا الكيسيّة التي تُحاط بطبقة من غشاء الغدة الدرقيّة، حيث تفرز هذه الخلايا هرموني الثيروكسين، وثلاثي يودوثيرونين المسؤولين عن عمليّات أيض الخلايا في جسم الإنسان.[١][٢][٣]
وظائف الغدة الدرقيةيُعدّ الدور الرئيسي للغدة الدرقية هو تنظيم عمليّة الأيض في جسم الإنسان، حيث تحافظ الغدة الدرقيّة على سرعة الأيض في الجسم من خلال إفراز هرمونات الغدة الدرقيّة، والتي تنتج من استخراج اليود من الدم ودمجه في هرمونات الغدة الدرقيّة، إذ تعدّ خلايا الغدة الدرقيّة فريدة من نوعها ومتخصصة بامتصاص واستخدام اليود، ويتم التحكّم في الغدة الدرقية من خلال كل من الغدة النخامية والغدة تحت المهاد، فعند انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقيّة في الدم، تفرز غدة تحت المهاد هرمون (TRH) الذي يُنبِّه الغدة النخاميّة لإنتاج هرمون تنشيط الغدة الدرقيّة (TSH)، فتستجيب الغدة الدرقيّة لهذه السلسلة بإنتاج المزيد من الهرمونات، كما تنتج هرمونات الغدة الدرقية الطاقة بسبب زيادة معدل الأيض؛ ما يؤدي إلى تنظيم استهلاك الأكسجين، وتحسين معدلات التنفس، وإبقاء عدد نبضات القلب ضمن الوضع الطبيعيّ، كما أنّ هرمونات الغدة الدرقية تلعب دوراً فعالاً في تحفيز هرمون النمو، وتطوّر دماغ الجنين أثناء الحمل، ففي حال حدوث اضطرابات في الغدة الدرقيّة لدى الأم فإن ذلك قد يسبب تشوهات دائمة في دماغ الجنين.[٤][٥]
اختلالات الغدة الدرقية تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Goiter) وهو نقص هرمونات الغدة الدرقيّة نتيجة لنقص اليود في الجسم كسبب رئيسيّ، ومن الممكن أن يكون سبب التضخم لأسباب وراثيّة، أو أمراض مناعية ذاتية مثل مرض هاشيموتو، أو نتيجة الأورام، ويتم علاج تضخم الغدة الدرقيّة بالاعتماد على البحث في مسبب التضخّم ففي حال كان سببه نقص اليود، يتم إعطاء المريض حمية غذائية تحتوي على اليود، أما في حال كان سببه مرضاً مناعياً فيتم إعطاء المريض هرمونات الغدة الدرقيّة كأقراص.[٦][٧] زيادة أو فرط إفراز الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) وهو إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها في الدم بكمية أكبر من المعدل الطبيعي، ويطلق على هذه الحالة التسمم الدرقي.ومن أعراض هذه الحالة: الانخفاض الحاد في الوزن بالرغم من تناول المريض لكميات كبيرة من الطعام، وزيادة التعرق، وتسارع ضربات القلب، وعدم القدرة على تحمل الحرارة الزائدة، وتغيّر المزاج إلى الحاد والعصبي، وارتعاش في اليدين، مع جحوظ في العينين، بالإضافة إلى ضعف في عضلات الذراعين والفخذين.[٨][١][٧]
يرجع حدوث هذا المرض لسببين، وهما: مرض جريفيز (بالإنجليزيّة: Graves’ disease)، الذي ينجم عن اختلال في الجهاز المناعي لجسم الإنسان تنتج عنه زيادة كبيرة في إنتاج الغدة لهرمون الثيروكسين، وهذه الحالة الأكثر شيوعاً في النساء الصغيرات، أما السبب الآخر فهو نتيجة حدوث تكيسات وأورام في الغدة نفسها.[٨][١][٧]
أما علاج هذا المرض فيتم بعدة طرق أهمها: العلاج بالأدوية من خلال أخذ دواء مضاد للغدة الدرقية (ميثيازول)، والذي يتدخل في إفراز الغدة الدرقية نفسها. أما الطريقة الثانية فتتم عن طريق استخدام اليود المشع، الذي يوقف إفراز هرمون الغدة الدرقية. إلا أنّ هذه الطريقة تؤدي إلى حدوث نقص في إفراز الغدة الدرقيّة، والذي يجب تعويضه بالأدوية طوال العمر، ولا يُنصح إعطاء اليود المشع للمرأة الحامل أو المرضع. أما الطريقة الأخيرة في معالجة فرط نشاط الغدة الدرقيّة فهي عن طريق الاستئصال الجراحي لمعظم الغدة الدرقية، وهذه العملية يجب أن تُجرى من قبل طبيب مختص؛ لما لها من مضاعفات منها: الضرر الذي يلحق بالغدد المحيطة بالغدة الدرقية، والنقص في مستوى الكالسيوم في الجسم، والأضرار التي تلحق بالأعصاب التي تتحكم بالحبال الصوتية مما تنتج عنها بحة في الصوت.[٨][١][٧]
كسل أو نقص إفراز الغدّة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) وهو عدم إنتاج الغدة الدرقية لهرموناتها بكمية كافية للجسم، ومن أسباب هذا المرض أمراض المناعة في الجسم، وعمليات الاستئصال الجراحي للغدة الدرقية، والعلاج الإشعاعي. وتتم معرفة الإصابة بهذا المرض عن طريق إجراء اختبار دم بسيط لمعرفة نسبة هرمون تنشيط الغدة الدرقية (TSH).[٩]ونتيجةً لانخفاض هرمونات الغدة الدرقية بكمية كبيرة في جسم الإنسان فإن العمليات الحيويّة ستتباطأ بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة وزن الجسم، وشعور الإنسان بالبرودة الشديدة نظراً لانعدام عمليات الحرق، والإحساس بالتعب، وجفاف البشرة، وضعف في الذاكرة، بالإضافة إلى الإصابة بالاكتئاب.[١][٩] تتم عملية العلاج عن طريق أخذ الحبوب البديلة لهرمون الثيروكسين لتعويض النقص الحاصل وآثاره على الجسم. ويكون هذا الدواء بنسب ومعايير معينة يحددها الطبيب المعالج بناءً على فحوصات المريض المخبرية.[٩]
سرطان الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid cancer) وهو عبارة عن نمو سرطاني داخل الغدد الدرقيّة ويشمل أربعة أنواع: الحُليمي (بالإنجليزية: Papillary)، والسرطان الجُريبي (بالإنجليزية: Follicular)، والسرطان النخاعي (بالإنجليزية: Medullary)، والسرطان الكشمي (بالإنجليزية: Anaplastic).[١٠] المراجعالمقالات المتعلقة بأين تقع الغدة الدرقية في جسم الإنسان